بلاغة اللفظ المفرد فى القرأن الكريم :


إن اللفظ القرآني -كما يقول الخطابي-: "إذا أبدل مكانه غيره جاء منه إما تبدل المعنى الذي يكون منه فساد الكلام، وإما ذهاب الرونق الذي يكون معه سقوط البلاغة، وذلك أن في الكلام ألفاظاً متقاربة في المعاني بحسب أكثر الناس أنها متساوية في إفادة بيان مراد الخطاب كالعلم والمعرفة، والحمد والشكر، والبخل والشح،·· والأمر فيها وفي ترتيبها عند علماء أهل اللغة بخلاف ذلك··(21)·
روى أن قارئاً قرأ قوله تعالى: {فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم} [البقرة:209] فقال: "غفور رحيم" فسمعه أعرابي فأنكره، ولم يكن هذا الأعرابي قد قرأ القرآن· وقال: إن كان هذا كلام الله فلا يقول كذا، الحكيم لا يذكر الغفران عند الزلل لأنه إغراء عليه(13)·
لقد أدرك الأعرابي -بحسه اللغوي المرهف السليم- أن البلاغة الرفيعة تقتضي أن يكون اللفظ القرآني كما ورد، وعندما أخطأ القارئ فغيره أحدث في الكلام خللاً فطنت إليه الأذن المدربة··

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جمال اللغة العربية